الاثنين، 5 ديسمبر 2016

فوائد القراءة

فوائد القراءة
أما فوائد القراءة فإنها تفيد العلم وتنفي الجهل , وتقوي الذاكرة وتنضج العقل , وتنقل لك التجارب والعبر , وتطلق لسانك , وتكشف لك الأسرار , وتختصر لك الزمان والمكان , وتعوضك عن الرحلة للطلب , وتعظك وتزجرك , وتسليك في الوحدة , وتطرد عنك الهم والسأم.
والقراءة تريحك من جليس السوء , وتجالس من خلالها الصالحين , وتحفظ العلم لك , وتمنعك من الوسواس , وتملأ بها فراغك , وترزقك المهابة والملاحة , وترفع همتك , وتعلي من قيمتك , وتحبب الناس في مجالستك وبالقراءة تطلع على سنة الله في الحياة وتنال بها الرسوخ المعرفي واليقين الديني ، وهي تحبب لك العزلة وتزهدك في الدنيا وترغبك في الآخرة ، وبها تكون سيدًا مطاعًا ، ثريًا بالعلوم والمعارف . كما أن القراءة ترفعك عن التوافه وتغذي روحك وتفرحك وتنسيك آلام الحساد ، وتشغلك عن سخافات الناس وتغنيك عن التنقل ، وتزن بها عقول الناس وتُذهب عنك عمى البصيرة وتردك عن الضلالة والغواية ، وتجالس أكرم جليس وتمنعك عن الذنوب وتخولك لصعود المنابر وتعِـدُّك لحضور المحافل وتعلمك الخطابة في الجماهير وتدربك على مذاكرة العلماء والجلوس مع الملوك والأمراء والأدباء ، ومعايشة الأمم .
والقراءة تمنعك مِن أخلاق العوام والهوام ، وتعيش بعيدًا عن الأراجيف والشائعات ، تجالس عقلاء الناس ، تتعظ بما حصل للناس مِن نكبات وتحجزك عن الفتن وتدربك على الكتابة والتأليف وتحبب إليك لقاء الله وتنشطك للعبادة وتعلمك الأخلاق الحسنة وتهدي لك فوائد أغلى مِن الذهب والفضة ، وتحل لك الأسئلة والإشكالات وتضيف إلى عمرك أعمارًا وترخص عندها بسببها المظاهر الخداعة ، وتظهر لك صحة وبطلان الدعاوى والمذاهب .
وبالقراءة يرتفع ذكر الإنسان فهي طريق للسيادة الدينية والدنيوية وبها يغزر العقل ويبتعد الإنسان عن التهويل ويكتسب دقة النظر وصحة الحكم وصواب الرأي وبالمطالعة يكتشف الكيد والخداع والدسائس وينمّي روح الإبداع والتجديد وبالقراءة يدرك حسن التعامل مع الحياة والناس ويثقف فكره ويصقل ذهنه وتهون المصائب عليه .
والكتب أجمل مِن الحدائق وأبهى مِن البساتين وتنوب لذة مطالعتها عن لذائذ الدنيا ، ويكتشف الإنسان بوساطتها نفسه وأبناء جنسه ، ففيها دواء الروح والعقل والجسم وفيها عوض عن المناصب والجاه والمال والولد ، ومَن طالع وألّف خلد ذكره وقد تعثر على حكمة أثناء قراءتك تكون خيرًا لك مِن الدنيا وما فيها .
وتجمع القراءة بين الفائدة والمتعة والتسلية ،وقد أجمع العلماء على أنها أنفع هواية ، وكل مجلّد لم يأتِ عن طريق القراءة زائل زائف ، فيها يحصل الاختراع والاكتشاف وكل عبقري في الدنيا إنما برع عن طريق القراءة والقارئ الجيد واقعي لا يذهب وراء الخيال ، والقراءة الشرعية طريق لحسن العبادة وتساعد على تزكية النفس وينقص علم العالم بقدر نقص قراءته والعالم الذكي قد يعيش بلا أولاد ولا دور ولكن لا يعيش بلا كتاب وقراءة ، ولا يقهر خصمه إلا علمه واطلاعه ، والقراءة النافعة انتصار للإسلام على يد أهله ، والذي لا يقرأ لا يساهم في صنع الحضارة ، والقراءة باختصار هي قمة العلم المثمر الجاد
مذكرات عاشق عن الكتب

منقول
#المدرب_حسام_دياب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق